الصين قوة اقتصادية صاعدة

الصين قوة اقتصادية صاعدة - Bac Marocain
الصين قوة اقتصادية صاعدة   

مقدمة :عرفت الصين نموا اقتصاديا سريعا خلال العقود الأخيرة ، و رغم ذلك تواجه بعض التحديات .
ما هي مظاهر القوة الاقتصادية للصين ؟ وما هي العوامل المتحكمة في الاقتصاد الصيني ؟ و ما هي الصعوبات التي تعترض الصين؟ 

 مظاهر القوة الاقتصادية للصين :

  تتميز الفلاحة الصينية بضخامة وتنوع الانتاج و بالتمركز في الواجهة الشرقية :
* تعتبر الصين من أهم الدول المنتجة للأرز و القمح و الذرة و للمزروعات الصناعية ( خاصة القطن و قصب السكر      و النباتات الزيتية ) والخضروات . و تمتلك ثروة مهمة من المواشي ( الخنازير و الأغنام و الأبقار ) .
* تتمركز الفلاحة الصينية في الواجهة الشرقية التي يمكن تقسيمها إلى قسمين هما :
- الصين الشمالية حيث تنتشر زراعة القمح و الذرة و الصوجا .
- الصين الجنوبية حيث تسود المزروعات المدارية وفي طليعتها الأرز و القطن و قصب السكر و الشاي و الفول السوداني. ( انظر الخريطة ص 213 من كتاب المنار أو ص 216 من كتاب المورد )                      
في المقابل ينتشر الرعي التقليدي قي الغرب الصيني ، مع وجود بعض الواحات المنعزلة  .

  الصين ثاني قوة صناعية في العالم منذ 2010  :
تساهم الصين بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للصناعات الأساسية كصناعة الصلب و الألمونيوم ،  و الصناعات التجهيزية       و الاستهلاكية ( في طليعتها صناعة اللعب و النسيج و الأحذية ) .
* سجلت الصين تطورا كبيرا في مجال الصناعات العالية التكنولوجيا منها الصناعة الالكترونية و المعلوماتية و معدات غزو الفضاء.
* تتمركز المناطق الصناعية في الواجهة الساحلية الشرقية حيث نجد مدنا رئيسية في مقدمتها شنغهاي ، بكين، شانغ شيون ،  تيانحين     كوانغ زو  .( انظر الخريطة ص 214 من كتاب المنار أو ص 217 من كتاب المورد )
3 – الصين قوة تجارية صاعدة :
* تعد الصين قوة تجارية كبرى ، و تحقق فائضا كبيرا في ميزانها التجاري حيث تضاعفت صادراتها أكثر من مرة خلال العقد الأخير .
* تتعامل الصين مع مختلف دول العالم و في طليعتها اليابان و باقي بلدان آسيا و الولايات المتحدة الأمريكية و دول أوربا
* تشكل المنتجات الصناعية الجزء الأكبر من الصادرات الصينية، بينما تتكون الواردات من مواد مصنعة و أخرى أولية.

 عوامل قوة الاقتصاد الصيني :

   تتحكم عوامل متعددة في الفلاحة الصينية : 
أ –  ظروف  طبيعة ملائمة على العموم في الواجهة الشرقية التي تشمل:
* الصين الشمالية ( الشمال الشرقي ) : و تتشكل من سهلين هما سهل منشوريا الذي يعتبر أخصب منطقة في الصين ،      و السهل الكبير الذي تكسوه أيضا تربة غنية بالمواد العضوية ؛ إلى جانب الهضاب الداخلية . و يسود في هذه المنطقة مناخ معتدل إلى بارد.      ( انظر الخريطتين ص 216 من كتاب المنار ، أو الوثيقة 1 . ص 213 من كتاب المورد)
* الصين الجنوبية ( الجنوب الشرقي ) : و تتميز بتنوع التضاريس حيث تتألف من التلال و السهول و الهضاب . و يسود فيها مناخ مداري أو شبه مداري .
    ب –  عوامل بشرية و تقنية :
* بلغ عدد سكان الصين سنة 2014 مليار و 366 مليون نسمة أي  ما يناهز خمس سكان العالم . و يفسر ذلك بالتعمير السكاني القديم وبمعدل التكاثر الطبيعي الذي ظل مرتفعا إلى غاية العقد السادس من القرن 20 . مما أتاح وفرة اليد العاملة  و السوق الاستهلاكية .
* بفعل التقدم الصناعي و الاهتمام بالبحث العلمي ، أصبحت الفلاحة الصينية تعتمد على التقنيات و الأساليب الحديثة
ج– اعوامل تنظيمية :
أثناء مرحلة البناء الاشتراكي بزعامة ماوتسي تونغ ( 1949 – 1976 ) ، أعادت الدولة الصينية  تنظيم الفلاحة في إطار التعاونيات الكبرى التي عرفت باسم الكومونات الشعبية ، و أقرت  ما عرف باسم "المشي على قدمين " أي خلق توازن بين الفلاحة و الصناعة .  و خلال مرحلة الإصلاحات الجديدة و الانفتاح على العالم الرأسمالي ( منذ سنة1978 إلى الآن  ) ، تم إلغاء الكومونات الشعبية             و تعويضها بالمستغلات العائلية

  ترتبط قوة الصناعة الصينية  بأسس تنظيمية علمية تقنية بشرية و طبيعية :
* في مرحلة البناء الاشتراكي ، اممت  الدولة الصينية وسائل الإنتاج  و ضمنها المصانع ،  و أعطت  الأولوية في البداية للصناعات الأساسية و التجهيزية قبل إقرار ما عرف باسم "المشي على قدمين "؛ ثم نهجت سياسة القفزة الكبرى إلى الأمام التي استهدفت تحقيق الإقلاع الاقتصادي بتعميم الصناعة في المدن و البوادي و الاعتماد على الطاقة البشريةو إنجاز الأشغال الكبرى كالسدود و شبكة المواصلات .  و في مرحلة الإصلاحات الجديدة و الانفتاح على العالم الرأسمالي ،  تم إحداث المؤسسات الصناعية الجماعية   و المؤسسات المختلطة    و تخفيف احتكار الدولة للنشاط الاقتصادي   ،      و استقطاب الاستثمارات الأجنبية بإحداث المناطق الحرة (التي يحصل فيها المستثمرون على تسهيلات إدارية و إعفاءات جمركية  و جبائية ).
 *ساعد البحث العلمي و التكنولوجي على تقدم الصناعة : حيث اهتمت الصين بنشر التعليم و تكييفه مع متطلبات العصر و رفعت من نفقات البحت العلمي و التكنولوجي. فكونت عددا ضخما من التقنيين و المهندسين. كما عملت على تقليد     أو شراء براءات الاختراع الأجنبية .و أبرمت اتفاقيات التعاون و تبادل الخبرات في هذا المجال مع الدول المتقدمة.
 * تستفيد الصناعة الصينية من وفرة السوق الاستهلاكية المرتبطة بضخامة عدد السكان ، و  من تدني تكاليف الانتاج بفعل ضعف الأجور و باقي الالتزامات المالية .
* تساهم الصين بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي لمصادر الطاقة كالفحم الحجري و البترول و الغاز الطبيعي ولمجموعة من المعادن كالحديد و الزنك و الرصاص و الفوسفاط  محتلة بذلك المراتب الأولى عالميا .
* تتمركز مناجم الفحم في الصين الشمالية و الجنوبية ، بينما تتجمع آبار البترول و الغاز الطبيعي في الغرب الصيني     و الصين الشمالية ، حيت توجد أيضا مناجم الحديد . و تنتشر باقي المعادن في مختلف أنحاء الصين . ( انظر الخريطة ص 217 من كتاب المنار ، أو الوثيقة 3 . ص 213 من كتاب المورد )

  تفسر قوة التجارة الخارجية للصين بعدة عوامل منها:
-  القدرة التنافسية للمصنوعات الصينية ، فضلا عن تنوعها
- التوفر على موانئ كبرى و أسطول تجاري ضخم
- عقد الاتفاقيات التجارية مع مختلف دول العالم
- تدفق الاستثمارات الأجنبية على الصين ، مقابل  تزايد الاستمارات الصينية في الخارج
- انضمام الصين إلى المنظمة العالمية للتجارة و إلى البنك الدولي و صندوق النقد الدولي . 

 المشاكل و التحديات التي تعترض  الصين :

 تحديات اقتصادية :  تفرض الدول المتقدمة قيودا على المنتجات الصينية . و تواجه الصناعة الصينية ضعف جودة منتوجاتها  و استهلاكها الكبير للطاقة . و ترتبط الصين بالسوق الخارجية من حيث التزود بالمواد الأولية أمام كثافة التصنيع و قوة الاستهلاك . 
 تباينات مجالية :  يسجل تفاوت كبير بين الواجهة الشرقية التي تتميز بالظروف الطبيعية الملائمة و الاكتظاظ السكاني و النشاط الاقتصادي الكثيف ، و الغرب الصيني الذي يتميز بقساوة الظروف الطبيعية و ضعف الكثافة السكانية    و هزالة النشاط الاقتصادي .    ( الخريطة ص 221 من كتاب المنار ، أو ص 214 من كتاب المورد ) . كما يختل التوازن الاقتصادي و الاجتماعي بين المدن و الأرياف الصينية  حيث يعاني سكان البوادي من ضعف المستوى المعيشي 

 مشاكل ديمغرافية و اجتماعية تحد ضخامة عدد السكان من مجهودات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و بالتالي فمكانة الصين متواضعة نسبيا في مجال مؤشر التنمية البشرية(الرتبة 91 سنة 2013 ) ، رغم أن الصين تحقق أعلى معدلات النمو الاقتصادي في العالم ( %9,5 سنة 2011 ) .

 إكراهات طبيعية و بيئية تعرف الصين عوائق طبيعية متنوعة منها غلبة المرتفعات (الجبال و الهضاب العليا )، وانتشار  الجفاف في الغرب الصيني ، مقابل تعرض الصين الجنوبية للأعاصير المدارية و الفيضانات  .
 تشهد المناطق الأكثر تصنيعا بالصين مشكل تلوث المياه و الهواء و السطح و حدوث الأمطار الحمضية ( الخريطة ص 220 من كتاب المنار ) 
 خاتمة :  رغم هذه المشاكل ، يمثل الاقتصاد الصيني منافسا خطيرا  لاقتصادات الدول المتقدمة حيث أن المصنوعات الصينية تغزو مختلف أسواق العالم : و يتجه النوع الردئ منها إلى الدول النامية ،أما الصنف الجيد فيصدر إلى الدول المتقدمة..
                                                                                                                                                       

شرح المصطلحات :

* قوى اقتصادية صاعدةدول شهدت نموا اقتصاديا سريعا خلال العقود الأخيرة في طليعتها الصين و البرازيل و الهند
* ماوتسي تونغ أول رئيس للصين الشعبية ، عمل ترسيخ النظام الاشتراكي و تطوير الاقتصاد الوطني . توفي سنة 1976
* دينغ كسياو بينغ : ثالث رئيس للصين الشعبية ، اهتم بوضع إصلاحات جديدة و بالانفتاح على العالم الرأسمالي .
*المستغلات العائلية :  ضيعات تستغل من طرف الأسر الفلاحية .
 المؤسسات الصناعية الجماعية مصانع في ملك التعاونيات .
المؤسسات المختلطة  : ناتجة  عن الشراكة  بين الدولة الصينية و الرأسمال الأجنبي .
مؤشر النمو الاقتصادي مؤشر يعبر عن التراكم الذي حققه الإنتاج الداخلي الخام خلال سنة معينة مقارنة بالسنة التي قبلها .
المنظمة العالمية للتجارة تستهدف تحرير المبادلات و تشجيع الدول على الاندماج في الاقتصاد العالمي
البنك الدولي و صندوق النقد الدولي مؤسستان  ماليتان تابعتان لهيأة الأمم المتحدة من مهامهما تقديم القروض والاستثمار و مراقبة السياسة الاقتصادية و المالية للدول.


مواضيع دات صلة

تحميل تعليقات

تعليقات